الإسعافات النفسية الأولية

الإسعافات النفسية الأولية. 


تقديم :
د. عبير بنت علي بن محمد رشيد.


نبذة عن المتحدثة :

دكتوراة إرشاد نفسي وإشراف إكلينيكي.
مديرة مركز الإرشاد الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.
رئيسة قسم تطوير الذات.


إحصائيات في ما يخص الصحة النفسية:

- يقترب عدد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية من مليار شخص حول العالم، طبقًا لأحدث إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، ويعتبر العدد كبيرًا ويحتاج إلى وقفة قوية للحد من انتشار هذه الاضطرابات.
- تنفق البلدان أقل من 2% من ميزانياتها الوطنية المخصصة للصحة على الصحة النفسية.
وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا يتلقى أكثر من 75% من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية أي علاج لحالتهم على الإطلاق.
- القلق يصيب ٢٨٤ مليون شخصًا حول العالم.
- الاكتئاب يصيب ٢٦٤ مليون شخصًا حول العالم.
- اضطراب استخدام الكحول يعاني منه ١٠٧ مليون شخصًا حول العالم.
- اضطراب ثنائي القطب يصيب ٤٦ مليون شخصًا حول العالم.
- اضطراب الاكل يصيب ١٦ مليون شخصًا حول العالم.
- الفصام يصيب ٢٠ مليون شخصًا حول العالم.
- نصف من يحتاج إلى المساعدة لا يطلبها بسبب الوصمة.

ما المقصود بالصحة النفسية؟

الصحة النفسية هي ذلك المستوى من الرفاهية الذي يصل إليه الإنسان عند خلو عقله أو نفسيته من الاضطرابات، ويكون في هذه المرحلة متمتعًا بدرجة عالية من العاطفة والسلوكيات الجيدة، التي بموجبها يتحقق للفرد الإمكانيّة الحقيقيّة للاستمتاع بالحياة على أكمل وجه، وإيجاد نوع من التوازن بين ما يمارسه الفرد من أنشطة في حياته وما يُطلَب منه كواجبات ومتطلبات لغايات تحقيق المرونة النفسيّة.


العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية :

- الوراثة.
- البيئة.
- جوانب الشخصية.
- الأزمات والأحداث الصادمة.


الصحة النفسية: 

الصحة النفسية من أساسيات جودة الحياة.

ما مستوى الوعي بأهمية التدخل النفسي لما بعد الأزمات في مجتمعاتنا؟ 

- نشر الثقافة النفسية مسؤولية الجميع.

- الإسعافات النفسية تعزز دور الجانب النفسي وتقلل من حالات الانتكاسة.


لماذا قد يمتنع البعض عن طلب المساعدة النفسية؟

  • عدم الاقتناع بحقيقة أن هناك أمراضًا نفسية.
  • عدم تقبل فكرة الإصابة بالاضطراب النفسي.
  • الربط بين الظروف والإمكانيات المحيطة ومستوى السلامة النفسية.
  • عدم الوعي بالجانب النفسي والخدمات النفسية المقدمة في البيئة المحيطة.
  • الوصمة النفسية، وهي المعتقدات والتفكير السلبي والخاطئ وغير الموضوعي تجاه كل من يعاني من أي مرض نفسي أو سلوكي، ومنشأ  هذه الوصمة يكون ثقافيًا أو اجتماعيًا، كأن يكون جزءً من ثقافة المجتمع وقد يكون سببه الصورة السلبية التي تعرض بها وسائل التواصل الاجتماعي الاضطرابات النفسية.
  • نصف من يحتاج إلى المساعدة لا يطلبها بسبب الوصمة:
  • النظر للمرض النفسي على أنه مركب نقص. 
  • الشعور بأهمية الاعتماد على النفس في حل الأزمات.
  • فقدان الأمل.
  • عدم الوعي بطبيعة المشكلات النفسية.
  • عدم الوعي بطرق العلاج النفسي وخاصة  الأدوية النفسية.

الإسعافات النفسية الأولية:

الإسعاف النفسي الأولي هو استجابة إنسانية وداعمة لمن يعاني، بطرق تحترم كرامته، وثقافته وقدراته.(IASC 2007)
وهو يستخدم مع الأشخاص المنكوبين بعد الأحداث الصادمة والذين قد يحتاجون ويرغبون بالحصول على هذا الدعم.

الإسعاف الأولي النفسي : 

يمكن للجميع وليس فقط للمهنيين القيام به.

- ليس استشارة احترافية.
- ليس تدخلًا سريريًا أو نفسيًا.
- ”ليس التفريغ النفسي“
- ليس عملية تفصيل أو تحليل ما حدث  للشخص والتعرف على شعوره حيال الحدث.

متى يمكن تقديم الإسعاف الأولي النفسي ؟ 

  • الهدف من الإسعاف الأولي النفسي هو دعم المتضررين من حدث صادم أو أي أزمة نفسية.
  • يمكن أن يُقدم من خلال دور المساعدين.
  • يمكنك تقديم الإسعافات الأولية النفسية عند إجراء أول اتصال بالأشخاص المتأثرين.
  • وقد تكون المدة أيامًا أو أشهرًا على حسب مدى وحدّة حالة الطوارئ.

عناصر مهمة في الدعم النفسي :

- دعم ورعاية بطريقة عملية وغير تطفلية.
- السعي نحو حماية الأفراد من المزيد من الضرر.
- تقييم الحاجات والاهتمامات.
- إراحة من هم في ضيق من خلال الاستماع  الجيد إليهم بدون إطلاق أحكام.
- مساعدة الناس لتلبية الحاجات الأساسية.
- مساعدة الناس على الاتصال بمقدمي الخدمات النفسية والخدمات الاجتماعية.

يساهم الإسعاف الأولي النفسي في اكتشاف وتحويل الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة متخصصة مثل:

- الناس الذين يعانون من إصابات خطيرة تهدد حياتهم ويحتاجون إلى الرعاية الطبية الطارئة.
- الأشخاص المحبَطون بشكل واضح من عدم تمكنهم من رعاية أنفسهم أو أطفالهم.
- الأشخاص الذين قد يؤذون أنفسهم.
- الأشخاص الذين قد يؤذون الآخرين.

أخلاقيات تقديم المساعدة: 

  • التمتع بالصراحة والمحافظة على الثقة
  • احترام حق الناس باتخاذ قراراتهم
  • وضع الانحياز والآراء المسبقة جانبا
  • التأكيد على توافر المساعدة في المستقبل حتى إن رُفضت في الوقت الحالي
  • احترام الخصوصية والسرية
  • حسن التصرف باتخاذ ثقافة وعمر وجنس الشخص في عين الاعتبار

الصفات الأساسية لمقدمي المساعدة النفسية:

  • مهارات الإنصات.
  • تقبل الشخص تقبلا غير مشروط
  • العطف .
  • الاحترام.
  • عدم الحكم على الأشخاص.
  • الاهتمام.
  • الصبر.
  • الثقة.
  • تفهم الثقافات والأديان.
  • الإيجابية في التعامل.
  • احترام السرية.

يعزز الإسعاف النفسي الأولي عوامل مساعدة للشفاء

على المدى الطويل وتتضمن ما يلي:-

  • الشعور بالأمان.
  • الاتصال مع الآخرين.
  • الشعور بالهدوء. والأمل.
  • الحصول على الدعم الاجتماعي والمادي والعاطفي.
  • الشعور بالقدرة على مساعدة أنفسهم، كأفراد وجماعات.

متى تقدم المساعدة النفسية؟

  • ما بعد الأزمات.
  • الشعور المستمر بالحزن والكآبة.
  • التفكير المشوش وعدم التركيز.
  • تغيرات حادة في الحالة المزاجية.
  • تدني مستوى الأداء الأكاديمي أو المهني.
  • العزلة.
  • التجنب.
  • القلق.
  • الشعور بالذنب.
  • الشعور بتدني الثقة بالنفس وعدم الاستحقاق.
  • تكرار الأفكار السلبية.
  • التفكير المفرط.
  • نوبات الغضب.
  • تغير في عادات الأكل والنوم.
  • نقص الأنشطة.
  • التفكير المتكرر بالموت.
  • محاولة إيذاء النفس.
  • أعراض جسدية.
  • أن يكون السلوك مغايرا للسلوك المعتاد للفرد.
  • أن يكون السلوك محل الملاحظة متكرر الحدوث، وليس مرة واحدة أو مرتين بشكل عارض. (الشدة / التكرار

تراوح مشكلات الصحة النفسية من البسيطة إلى المهددة للحياة

  • التكرار.
  • الحدة. 
  • المدة. 

معيار مهم جدًا لتحديد ما إذا كان السلوك طبيعيًا أو غير طبيعي هو مدى تأثيره على حياة الفرد،
مثال :

الخوف من الأماكن المرتفعة.

ما هي آلية تقديم المساعدة النفسية؟

  • اتباع الخطوات الصحيحة
  • التأكد من الخلو من الأمراض العضوية.
  • الوعي بالخدمات الاستشارية النفسية.
  • اختيار المستشار المناسب.
  • والمتابعة. 

فنيات طرح الأسئلة : 

  • اسأل فقط عندما تكون بحاجة للمعلومة كي تفهم.
  • ضع صياغة لطيفة للسؤال.
  • تجنب الأسئلة المباشرة.
  • تجنب طرح عدة أسئلة دون منح الوقت للرد.
  • أنصت دومًا لرد الشخص عندما تطرح عليه سؤالا. 

الأسئلة المنغلقة :

- عادة ما تستصدر إجابات قصيرة
- عادة ما تبدأ ب: من، هل، ....
- يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا أو جواب من كلمتين.
- يمكن استخدامها لجمع المعلومات.
- لا تشجع على المزيد من المشاركة.
- يمكن أن تبقي الباب مغلقا!

الأسئلة المفتوحة : 

- سؤال لا يمكن الإجابة عليه ب "نعم" أو "لا"، أو بإجابة ثابتة.
- تشجع الشخص على أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول المشكلة.
- عادة ليس لها إجابة صحيحة أو خاطئة.
- تشجع الشخص على التفكير والتواصل.
- تساعد على منح فكرة أوضح عما يحدث.
- يمكن أن تفتح الباب للمزيد من المعلومات!  

إيجابيات التدخل المبكر للمساعدة النفسية:

  • طلب المساعدة المبكر يساهم في خفض مستوى الانتكاسة النفسية.
  • رفع مستوى وعي الفرد بأهمية السلامة النفسية.
  • خفض معدل الوصمة النفسية.
  • رفع مستوى الثقة بالنفس.
  • رفع مستوى البصيرة الذاتية.
  • تحسين جودة الأفكار.
  • تعزيز السلوكيات الصحية.
  • تحسين مهارات التواصل
  • تعزيز مهارات حل المشكلات. 

معايير الصحه النفسية: 

  • الوعي بالذات.
  • الاهتمام بالنفس وتقديرها.
  • الثقة بالنفس باعتدال.
  • التوكيدية.
  • الاهتمام بالنفس.
  • الواقعية.
  • طريقة التفكير.
  • المعتقدات المترسبة.
  • التعاطف.
  • الاستقلالية.
  • العلاقات الشخصية.
  • المرونة والتقبل.
  • النظرة التفاؤلية.
  • القدرة على حل المشكلات
  • الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.

من فوائد التدخل المبكر والمساعدة النفسية:

  • كسر الوصمة.
  • تعزيز دور الجانب النفسي.
  • الوعي بالخدمات النفسية المختلفة.
  • تعزيز الصلابة النفسية.


التعريف الاصطلاحي للصلابة النفسية:

يعود هذا المفهوم إلى كوبازا1979.Kobasa)) حيث توصلت لهذا المفهوم من خلال سلسلة من الدراسات والتي استهدفت معرفة المتغيرات النفسية التي تكمن وراء احتفاظ الأشخاص بصحتهم النفسية والجسمية رغم تعرضهم للضغوط.

وتعرف كوبازا  (Kobasa) الصلابة النفسية بأنها مجموعة من السمات تتمثل في اعتقاد أو اتجاه عام لدى الفرد في فاعليته وقدرته على استغلال كل المصادر النفسية والبيئية المتاحة كي يدرك بفاعلية أحداث الحياة الضاغطة الشاقة إدراكا غير محرف أو مشوه، ويفسرها بواقعية وموضوعية ومنطقية، ويتعايش معها على نحو ايجابي، وتتضمن ثلاثة أبعاد وهي "الالتزام، التحكم، والتحدي".

تعرف الصلابة النفسية أيضا على أنها، إدراك الفرد وتقبله للتغيرات أو الضغوط النفسية التي يتعرض لها فهي تعمل كوقاية من العواقب الحسية و النفسية للضغوط وتساهم في تعديل العلاقة الدائرية التي تبدأ بالضغوط و تنتهي بالتعب النفسي باعتباره مرحلة متقدمة من الضغوط.  البهاص، 2002: 391


يقصد بالمناعة النفسية:

 قدرة الفرد على مواجهة الأزمات والكروب وتحمل الصعوبات والمصائب، ومقاومة ما ينتج عنها من أفكار ومشاعر غضب وسخط وعداوة وانتقام، أو أفكار ومشاعر يأس وعجز وتشاؤم. 

فالمناعة النفسية هي حصانة نفسية تصقلها البيئة من خلال الخبرات التي يتعلمها من مواجهة الضغوطات، أي أن المناعة مفهوم متداخل جدا مع مفهوم الصلابة النفسية ويحمل نفس المعنى تقريبا.


إذا شعرت بأن حولك من يعاني، أفعل شيء ولا تؤجل....

أجعل من سلامتك النفسية أولوية
لا تنتظر الانتكاسة لتبحث عن العلاج
تبرع سريع